هل تتقابل الأرواح ؟؟؟؟
هل تتقابل الأرواح ؟؟؟؟
الحمد لله رب العالمين حمداً يوافي نعمه ويكافيء مزيده ، احتفظ لنفسه بسرّ الروح فقال :" وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا " اللهم إنا نسألك السداد والتوفيق في موضوعنا هذا ، فإنا سنتكلم عن بعض ما جاء في القرءان والسنة عن صفات الروح من حيث إمكان تنقلها وعروجها في السموات وتلاقيها بأرواح من سبقها من الأموات وليس من باب الاطلاع على ماهية الروح التي لايعلم حقيقتها إلا الله تعالى
إن إحدى النوافذ التي يطل عبرها الأحياء على عالم البرزخ وأرواح الأموات أو عالم ملكوت السموات هو النوم ، قال تعالى : اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" الزمر42
أين يكون المؤمن وهو نائم ؟ أين تذهب الروح والى أي مدى تصل ؟ وهل تتلاقى أرواح الأموات وأرواح الأحياء ؟ هل الموت للروح أم للجسد ؟ وهل تتعارف الأرواح وتلتقي بعد الموت ؟
أسئلة سنعمل على الإجابة عنها إن شاء الله تعالى من ضوء القرءان والسنة النبوية الشريفة بعيداً عن الاجتهاد الشخصي فيها
أما بالنسبة للسؤال الأول وهو أين يكون النائم وهل النوم مجرد غيبوبة للعقل عن الوعي والإدراك أم إن الروح تسيح في عالم الأرواح الأحياء منهم والأموات ، عدا عن عروجها في ملكوت السموات ! يقول سعيد بن جبير – رضي الله عنه- فيما يرويه عن ابن عباس – رضي الله عنه- في تفسير الآية التي ذكرناها يقول : " بلغني أن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام ، فيتسائلون بينهم فيمسك الله أرواح الموتى ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها " رواه الطبراني في الاوسط ؛ وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية " فيمسكُ التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى الى أجل مسمى " إن في الآية دلالة على أن الأنفس تجتمع في الملأ الأعلى كما ورد في الصحيحين عن أبي
هريرة – رضي الله عنه- قال : قال رسول الله – - : " إذا أوى أحدكم الى فراشه فلينفضه بداخلة إزاره ، فإنه لا يدري ما خلفه عليه ، ثم ليقل : باسمك وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها ( أي قبضت روحي ) ، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين "
وقال بعض السلف : يقبض الله أرواح الأموات إذا ماتوا وأرواح الأحياء إذا ناموا فتتعارف ما شاء الله تعالى أن تتعارف -ابن كثير- وهذا التعلق للروح بالأبدان والانفصال عنها عند النوم قال تعالى فيه : " إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ".
كثيراً ما ينام الواحد منا وقد امتلأ قلبه شوقاً لأحد أعز الناس على قلبه الذين ماتوا ، فينام من ليلته فيرى والده أو والدته المتوفاة وقد جُبر خاطره ، وقد يكلِّمه في مشكلة يعيشها في أعماقه لا يعلمها إلا الله تعالى ، فما الذي يحصل عند هذه الحالة
إن أرواح المؤمنين تزور أهل بيتها بإذن ربها ، وهي طليقة بقدر منزلتها عند الله تعالى بل إن أعمال الأحياء تعرض على أقربائهم من الأموات كما ورد في الحديث الذي يرويه أبو أيوب الأنصاري – رضي الله عنه- " تعرض أعمال الأحياء على الموتى ، فإذا رأو حسناً فرحوا واستبشروا ، وإذا رأوا سوءاً قالوا : اللهم راجع به " أي رب أرجعه الى الهدى - وفي مسند أحمد عن أنس بن مالك يقول قال النبي : " إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات فإن كان خيراً استبشروا به وإن كان غير ذلك قالوا اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا
وفي عهد الصحابة كان الأحياء منهم يلتقي بإخوانه من الأموات ، ويخاطبونهم مخاطبة جليّة تأتي كفلْق الصباح ، فها هو الصحابي الجليل معاذ بن جبل الذي كان كصاحب يس ، دعا قومه الى الإسلام وعاب أصنامهم فانقضوا عليه وقتلوه ، فرآه الصحابي عبد الرحمن بن غنم في المنام بعد وفاته بثلاثة أيام على فرس أبلق (أي فيه سواد وبياض وهو من الخيل النفيسة ) وخلفه رجال بيض ، عليهم ثياب خضر على خيل بلق وهو قدامهم ، وهو يقول : " يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين " ثم التفت عن يمينه وشماله يقول : يا بن رواحة يا بن مظعون وهم إخوانه من الشهداء :" الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوّأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين " الزمر 74
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:' الأرواح تعرج في منامها إلى السماء فتؤمر بالسجود عند العرش فمن كان طاهرا سجد عند العرش ,ومن ليس بطاهر سجد بعيدا عن العرش ' رواه البخاري.
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(من بات طاهراً بات في شعاره ملك) .
فلم يستيقظ إلا قال الملك
اللهم إغفر لعبدك فلان فإنه بات طاهراً
هل تتقابل الأرواح بعد الموت؟؟؟؟
تصور أنك الآن في هذه اللحظة تستطيع أن تخفف وحدة أخوك أو والدتك أو قريبك
في قبره بمجرد أن تزوره...
بل أكثر من ذلك فقد أو رد بن القيم أقوال بأن أعمال الأحياء تعرض على
أقاربهم الموتى فإذا رأوا حسنا فرحوا واستبشروا
هل تتلاقى أرواح الموتى ؟
القيم يقول أن الأرواح قسمان : أرواح معذبة وأرواح منعمة...
أما المعذبة فهي في شغل بما هي فيه من العذاب عن التزاور والتلاقي....
أما المنعمة المرسلة غير المحبوسة فتتلاقى وتتزاور...وأيضا تتذاكر ما كان منها في الدنيا
هل تتلاقي أرواح الاحياء بأرواح الأموات؟
يقول بن القيم أن أرواح الأحياء تلتقي بأرواح الأموات عبر المنام بل وتتحدث معهم وتخبرهم بأمور الدنيا...
وضرب لنا قصة رائعة حيث يقول..
أن عوف بن مالك والصعب بن جثامة كانا صديقين فاتفقا أيهما يموت أولا فإن استطاع أن يأت للآخر في المنام فليفعل.....
فمات صعب بن جثامة فرآه عوف في المنام..فسأله عوف : ما فعل بك
فقال : غفر لنا ولله الحمد فرآى عوف بقعة سوداء في عنق بن جثامة
فقال ما هذا فقال : عشرة دنانير استلفتها من فلان يهودي ستجدها في جعبة في بيتي وشرح له مكانها..
واعلم أخي أنه لم يحدث في اهلي شيء بعد موتي إلا وقد لحق به خبره..
حتى هرة لنا ماتت منذ أيام..!...
فاستيقظ عوف بن مالك من نومه متعجبا...وقال في نفسه أن يذهب ليتحقق من الأمر...
وفعلا ذهب لبيت صعب ووجد جعبة الدنانير في المكان الذي قال له ثم ذهب إلى اليهودي وسأله إن كان صعب استلف منه دنانير فقال: نعم استلف مني 10 دنانير...
فقام عوف و ردها إلى اليهودي....
ثم عاد إلى أهل صعب فسألهم ألم يحدث في بيتكم حادث ؟..فقالت زوجة صعب : نعم توفيت لنا هرة منذ أيام
هل يمكن
اهداء
عمل صالح لروح ميت ؟؟
أبن القيم له تفصيل جميل جدا في هذا الأمر وهو يجيز اهداء كل أنواع العمل الصالح للميت ويقول أنها كلها تصل للميت بإذن الله...
والصوم
والعمرة
والحج
والصدقة
كلها يمكن القيام بالنفل منها بنية إهدائها إلى روح أحد الأموات...
فتصله في قبره بإذن الله
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ما أصاب عبداً هم ولا حزن فقال: اللهم إنى عبدك وابن أمتك ناصيتى بيدك. ماض في حكمك عدل في قضائك. اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبى ونور بصرى وجلاء حزنى وذهاب همى. إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحاً.
كلمات كبريق الالماس
من إعتمد على غير الله ذل ،
ومن إعتمد على غير الله قل،
ومن إعتمد على غير الله ضل،
ومن إعتمد على غير الله مل.
ومن إعتمد على الله لا ذل ولا قل ولا ضل ولا مل